directeur المشرف على المنتدى
عدد الرسائل : 382 البلد : الجزائر/بوحمامة الوظيفة : أستاذ دعاء المنتدى : وسامي : من أين علمت عن المنتدى : مهنتي : هوايتي : تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: شجر اللسان. بقلم كمال بركاني الأحد يونيو 22, 2008 12:45 pm | |
| شجر اللسان بقلم: كمال بركاني
طرقت الباب..
طرقت الباب طرقا عنيفا..خفق قلبي للطرق.
كنت أريد أن أطرق الباب..فطرقت.
أعرف أن لا أحد بالداخل..لكن..
كنت أتمنى أن أسمع صوتا يشبه صوت مالك حداد، يقول لي:
- لا تطرق الباب كل هدا الطرق ، فأنا لم أعد أسكن هنا.
فأتوقف عن الطرق العنيف.
لكن..
لا الوشم وشمي..
ولا الكلام ينبض برنة الخلخال..
2 - والآن..
أدرك أنه قد مضى وقت طويل جدا..
آه..تذكرتك يا لولية..
أفتقد هدا المساء وداعة وجهك بفظاعة ..
وأسائلني:
كيف مضى كل شيء..وما ظل غير حبك كقرع المطر.
3 - أحبها..تلك الوجوه المتعبة، تلك الطقوس العتيقة، تلك البيوت الطينية الأنيقة، تلك الحلي البسيطة،تلك الجرار،تلك الأصوات، تلك الأوشام ..
4 - أتفحص وجهها المريع، يورق شجر العمر حكاية قديمة، تشعل فتيلها كلما كنت على موعد عابر مع عنفوان الجرح الراسخ في الذاكرة، كان وجه أمي مترعا بالماء والعشب.. ووجع اللغة المنقرضة..
5- أعلم قلبي رباطة الجأش والحلم.
6 - يا نوارة التفاصيل المدهشة، قولي شيئا قبل أن تغيبنا كرنفالات الجنائز الصاخبة، قولي شيئا قبل أن نمضي من غير لسان..
7 - راقبت الشمس وهي تشرق، فعرفت أن شيئا مختلفا سيحدث.
8 - هذا أوانهم للثرثرة..
وغدا سيشنق صوتي على جذع صنوبرة.
9 - كنا نمضي في مقبرة إلى مقبرة.
10 - لم أنس ذلك قط ، أفكر فيه كل يوم، أسند رأسي إلى ذاك النهار الذي تحول إلى ذكرى بطريقة ما، ذكرى عن حياة أخرى .
11- يا إلهي.. إنها بغاية الطهارة. كمال بركاني.
| |
|